الاسلام والدين البهائي

Islam and the Bahá’í Faith


وحدة الأنبياء


هناك العديد من الآيات والتفاسير وغيرها من الكتابات الفقهية مما يدل على ان حقيقة الأنبياء هي حقيقة واحدة وكلهم اخوة بما انهم جميعا (صلوات الله عليهم) بعثوا من إله واحد وتعاليمهم هي تعاليم ذلك الخالق الواحد وكلهم يحكون عنه عزوجل وفيهم سطعت وانعكست انواره وآثاره. وفي هذا الضوء نفهم كيف ان حضرة المسيح(عليه الصلاة والسلام) كان أيضا ممن ادعوا مقام الالف والياء، مقام البدء والنهاية:


"انا هو الالف والياء. الاول والآخر". (رؤيا يوحنا ١:١١)


وفي القرآن الكريم نجد عين الفكرة ونفس المبدأ:


"وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر". (القمر ٥١)


"قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ". (البقرة ١٣٦)


"شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ". (الشورى ١٣)


وفي الحديث الشريف:

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة قالوا كيف يا رسول الله قال الأنبياء إخوة من علات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد فليس بيننا نبي - مسند أحمد ٧٩٠٠ ‏

وهناك أحاديث أخرى مشابهة في صحيح البخاري وغيره، وكذلك أحاديث ذكر فيها حضرته إن نبوته كانت قبل خلق آدم(ع)، أي ان حضرته كان أيضا أول الأنبياء. منها قوله(ص):

(كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) عندما سأله ميسرة الضبي بقوله "يا رسول الله متى كنت نبيا" (روى هذا الحديث أحمد في مسنده والبخاري في تاريخه وأبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم)(*)

وكذلك قوله(ص):

(يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره) لما قال له جابر بن عبد الله "يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء" - (روى هذا الحديث عبد الرزاق بسنده وهو أحد من أخذ عنه الحديث احمد وإسحق وغيرهما)(*)

وفي الأشعار العربية أيضاً، تغنى الشعراء بمحامد الرسول بما نفهم منه المعنى المشابه(**).

ونقول هنا إن كان حضرة الرسول في حقيقته أول الأنبياء رغم إنه(ص) تلاهم في الوقت طبق التاريخ، فكيف لا يكون في نفس الوقت خاتمهم، ومجيئه عودتهم؟


"انّ ربّكم الرّحمن يحبّ اَن يری من في الاكوان كنفسٍ واحدةٍ و هيكل واحدٍ ان اغتنموا فضل اللّه و رحمته في تلك الايّام الّتی ما رأت عين الابداع شبهها طوبی لمن نبذ ما عنده ابتغاءِ لما عند اللّه نشهد انّه من الفائزين".
- حضرة بهاء الله
%
تقدم القراءة