الاسلام والدين البهائي

Islam and the Bahá’í Faith


إستمرار الرسالة


لو درسنا تاريخ الأديان وتأملنا حولنا لرئينا ان أتباعَ كل شريعة ينظرون الى دينهم كآخر الأديان والى شريعتهم كآخر الشرائع. ونرى في هذه الآيات ان هذا لم يحضَ برضاء الله:


"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب". (غافر آية ٣٤)


"وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". (المائدة آية ٦٤)


أما في الآية رقم ٣٤ في سورة الأعراف، فنرى تصريحاً واضحاً على إستمرار مجيء الرسل:


"يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ". (الأعراف آية ٣٥)


فهل لا تشمل تكنية "بني آدم" كلّ البشر؟ أو ليس من ضمنهم المسلمين؟ وألا يعني اختيار صيغة المضارع بالتشديد، استمرارية إتيان الرسل؟ وأليس مما يجلب النظر ان هذه الأية أتت مباشرة بعد آية "ولكل أمة أجل"؟


"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ". (الأعراف آية ٣٤)


وإن ضننا وصولنا في الحضارة الى درجة من الكمال لا نحتاج بعدها الى الرسل وهدايتهم نرى في الآية الكريمة ان حتى الملائكة المطمئنين ليسوا في غنى عن الهداية (وايننا وأين الملائكة):


"قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً". (الإسراء آية ٩٥)


وعسى كذلك أن لاننسَ وعد الله في عودة عيسى (عليه صلاة الله وسلامه) وجعل الله تعالى عودته ميقاتاً ليوم القيامة وعلماً للساعة:


"وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم". (الزخرف آية ٦١)


"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ". (آل عمران آية ٤٦)


ونسأل الله حفظه من ان نكون ممن قالوا "يد الله مغلولة". (لقمان آية ٢٧)


"أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد". (ق آية ١٥)


"مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". (البقرة آية ١٠٦)


"انّ ربّكم الرّحمن يحبّ اَن يری من في الاكوان كنفسٍ واحدةٍ و هيكل واحدٍ ان اغتنموا فضل اللّه و رحمته في تلك الايّام الّتی ما رأت عين الابداع شبهها طوبی لمن نبذ ما عنده ابتغاءِ لما عند اللّه نشهد انّه من الفائزين".
- حضرة بهاء الله
%
تقدم القراءة